هنا بكى قلبي ...

هنا بكى قلبي .. من مدرسة الحياة في عالمي

مرت بجواره سارقا ً النظر إليه , رأيته صباحا ً في نفس المكان الذي تلاقت به عيناي وعيناه في وقت المساء .
كان رجل كاهلا أرهقه عنا يوم طويل , هده شقاء الدنيا العابرة , يوم طويل وعناء تحت الأمطار .
يمر عليه من يحاول أن يواسي كبره , ويشتري منه تلك المصابيح التي يحاول جاهدا أن يبيعها , حتى يوفر أقل القليل لأسرته ولبيته , لعله بعد كل هذا العناء يشتري لعبة حلمت بها طفلته , أو كرة لابنة أو كراسة أو فستان لزوجته في عيد زواجهم أو يحتفل بعيد الحب إن كان يعرفه أصلا , لعله يشتري رغيف خبز بهذه النقود أو حتى يخترق المستحيل ويدخل اللحمة لمنزلة .
يمر عليه ذلك الغني الأحمق الذي ينظر له بعين القسوة . وحال لسانهم يقول : هؤلاء هم سبب التخلف .
يمر عليه من كان مشغولا في عمله وحتى بعد انتهاء الدوام يحاكي نفسة كيف يريد أن يصل لتلك الرتبة .
أيضا يهمس في قلبه من يأخذ منه هما عن قلبه , وهو بيع المصباح التي ينتظر أن يبيع مصابيحه واحدا تلو الآخر كالعطشان الملهوف على شربة ماء ٍ .
تلاقت عيناى في عيناه وقت المساء بعد أن انقضى يومي الكامل , صباحا ً في العمل , وبعد ذلك أرحت فكري قليلا ً للنوم ذم ذهبت شعرت بالضيق قليلا فقررت أن أتجول بين أزقة المدينة .
والغريب أنه لم يمل مكانه بل ظل واقفا ً حتى ينهي مهمته اليومية , وهي بيع تلك المصابيح , فاستغربت لحالة ,
عندما رأيته يخرج حصاد يوم طويل , بعض النقود التي لا تكفي عشاء متواضع لمن أرهقهم كثرة النقود , وعندما شاهدني وأنا أنظر إلية .. قال لي : هاهو أخر مصباح اشتره ..
فبلا وعي أخذت المصباح لكن حدثت هناك مصادفة غريبة وعجيبة , حيث لم يكن مع هذا الرجل ( فكه ) لكي يعيد لي باقي حقي , مع العلم أن المبلغ الذي أريده منه كان بسيطا ً جدا .
قررت مسامحته ولم أرد أن أخذهم , لكن عجبي علية ظن أني أتصدق عليه وأشفق عليه ورفض هذا العرض .
وقال : أنا لا أخذ أكثر من حقي .
شعرت حينها أن قد أكون جرحت مشاعره ولو قليلا ً لكن بعد عناء طويل من البحث أعاد لي نقودي وأنصرف
راسما على وجهة ضحكة والله لو جلست أوصف في جمالها سنين ما وصفتها .
هنا بكى قلبي , وتحسرت على حالي وحال الملاين
والبقية عندكم



حياتي قبل تحياتي

دمعة ألم